الخميس، 17 يوليو 2008

العنف في الجامعات الأردنية ..... الأسباب والدوافع

العنف في الجامعات الأردنية ..... الأسباب والدوافع

لا شك أن المتابع لأحداث العنف في الجامعات لن يستغرب الزيادة الملحوظة في درجة العنف بين طلاب الجامعات الأردنية المختلفة ودون استثناء، فقبل فترة وجيزة أغلقت جامعة اليرموك أبوابها أمام الطلاب خوفا من تجدد العنف نتيجة لمشكلة سابقة، علما أن الجامعة الأردنية لم تسلم من العنف كان آخرها قيام احدهم بتشويه وجه إحدى الفتيات وقيل في حينه أن لذلك أسباب عاطفية ولم تقف المشكلة عند هذا الحد لان أهل الفتاة لم يقفوا مكتوفي الأيدي ، وكذلك جامعة مؤتة فقد شهدت هي الأخرى أحداث عنف عكرت صفو العملية التعليمية ولم تكن الجامعات الخاصة بعيدة عما يجري في الجامعات الحكومية. وعلى الرغم من ارتفاع حدة العنف إلا انه لا يمكن القول أن العنف قد تحول إلى ظاهرة تلازم التعليم الجامعي في الأردن.

أسباب العنف:

يمكن القول أن العنف في الجامعات الأردنية غير مرتبط بسبب محدد دون غيره إذ أن هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء ذلك وربما تلعب بعض العوامل دورا أكثر من غيرها وأهمها :

-العوامل الاجتماعية
-العوامل الاقتصادية
-العوامل الإدارية
-العوامل السياسية
-العوامل الأكاديمية

فعلى الصعيد الاجتماعي يمكن التطرق في البداية إلى جو الأسرة والبيئة الاجتماعية القادم منها الطالب الذي يغلب العنف على تصرفاته، فالأسرة هي اللبنة الأولى التي تشكل شخصية الإنسان، فإذا كانت هذه الأسرة تعاني من انعدام لغة الحوار بين أفرادها وتمييز الأهل فرد على آخر فمن المؤكد أن أفراد الأسرة ستسيطر عليهم الكثير من الجوانب السيئة في سلوكهم أهمها سيطرة لغة العنف والقوة باعتبارها اللغة الوحيدة التي اعتاد عليها وانعدام وجود آلية الاستماع لرأي الآخرين دون أن يحتد ويبدأ بمسلسل السب والشتم وصولا إلى حد الاعتداء بالضرب في كثير من الأحيان. وعند النظر جيدا في الشخصية التي تتبنى العنف منهجا لسلوكها ستجد في اغلب الأحيان أن هذه الشخصية كانت هدفا للعنف المنزلي أو البيئة المحيطة. ولا بد من الإشارة إلى غياب متابعة الأهل لأبنائهم خلال الدراسة الجامعية وهناك الكثير من القصص في هذا السياق. ناهيك عن أوقات الفراغ التي يعاني منها الطالب دون محاولة إشغال وقته بما يفرغ طاقاته عبر القيام بنشاطات ثقافية أو رياضية وهذا بدوره سيلعب دورا مهما في ابتعاد الطالب عن الانتماء لبعض الجماعات والشللية. ومن الجدير بالذكر إن غياب العامل الديني قد خلق انتماءات أخرى للطالب إقليمية وعشائرية وهي من الأسباب القوية لتفجر حالات العنف لاستعانة الطلاب بعشائرهم وقدوم عناصر من خارج الجامعة والتي تساهم في تأجيج العنف وهذا يقودنا إلى قضية مهمة وهي الأمن الجامعي والذي في اغلب الأحيان يبدو بصورة العاجز عن معالجة العنف وذلك لمحدودية الصلاحيات التي يتمتع بها جهاز امن الجامعة وفي أحيان أخرى يكون جزءا من حالة العنف نفسها بسبب تدخل البعض منهم لصالح هذا الطرف أو ذاك خصوصا إذا كانت الأطراف المشاركة للعنف تنتمي إلى نفس عشيرة أعضاء الأمن الجامعي.

أما على الصعيد الإداري والأكاديمي فالجامعة هنا تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية لغياب الإدارة الصارمة في وضع آلية واضحة تمنع فيها تجمهر الطلاب في مناطق معينة من الجامعة والتي غالبا ما تكون مصدرا للاحتكاك بين الطلبة وغالبا ما تكون الفتيات هي مصدر العنف في مثل هذه الأماكن لاعتراض أبناء عشيرتها على حديث احدهم معها أو قد تقوم الفتاة نفسها بإبلاغ احد أقاربها أن أحدا قد تحرش بها وغالبا ما يكون سبل حل هذه المشاكل عبر العنف. ولا بد للجامعة من تنشيط الإرشاد الاجتماعي والنفسي وإيجاد حملة توعية من شانها أن توضح أهمية مراجعة الطلاب للمرشد الاجتماعي والنفسي. كما يجب أن تنظر الجامعة في شكاوى الطلاب تجاه بعض أعضاء الكادر التدريسي الذي يرتئي البعض منهم في كثير من الأحيان وضع العراقيل أمام الطلاب الذين يصلون حد الإحباط من الدراسة فينعكس ذلك على سلوكه . ولا بد من الابتعاد عن أسلوب التلقين وخلق الحوافز أمام إبداعات الطلاب وهنا لا بد من القضاء على تحيز بعض الكادر التدريسي في تعامله مع القضايا التي تخص الطلبة خصوصا على المستوى الأكاديمي والقضاء على ظاهرة التوسط لدى بعض الطلاب دون غيرهم لارتباط هذا الطالب أو ذاك بعلاقة مع المدرس أو قد يكون من نفس المنطقة أو العشيرة وهذا من شانه أن يؤجج مشاعر العنف لدى الكثير من الطلاب. ومن القضايا التي قد تكون مصدرا للعنف بين الطلبة هي الانتخابات الطلابية واتخاذ بعض الجامعات لنظام تعيين عدد من الطلاب في الاتحادات الجامعية والتي غالبا ستكون مصدرا للاحتكاك والمشاكل بين الطلبة لذلك يجب على إدارة الجامعة أن تبتعد عن انحيازها لطرف دون آخر وإلغاء التعيينات وخلق نظام انتخابي شفاف من شانه القضاء على مسببات العنف في هذا السياق والسماح للطلاب عن التعبير عن أرائهم عبر تنظيم المسيرات والتي قد تعبر أحيانا عن رفض الطلاب لظاهرة معينة أو التي قد تتشكل نتيجة لبعض الظروف السياسية. وفي الحديث عن الجانب الإداري لا بد من الحديث عن عمادة شؤون الطلبة والتي تعاني من البطء بالحركة تجاه اتخاذ التدابير اللازمة لوقف حالات العنف ودراسة أسبابه ومعاقبة فاعليه وفي هذا الإطار لا بد من تعزيز قدرة العمادة والتغلغل في أصول مشاكل الطلاب ووضع المنهجيات العلمية لحلها.

أما فيما يتعلق بالعوامل السياسية فيمكن للمراقب أن يدرك تماما أن المنطقة تعج بالأحداث السياسية ولا يمكن عزل الطلاب عن محيطهم السياسي، بل يمكن القول أن الجامعات تشكل انعكاسا للحالة السياسية في البلد. وبالتالي فان المحاصرة السياسية للطلاب ومنعهم من التعاطي مع الشأن السياسي تحت شعار أن المؤسسة الأكاديمية هي للعلم فقط سيرفع من حدة اتجاه العنف لدى الطلاب الذين يفتقرون إلى وجود القناة الصحيحة للتعبير عن توجهاتهم السياسية أو أرائهم في القضايا التي تمر بها المنطقة، وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى أن ضعف العمل الحزبي بين الطلاب هو مدعاة لتفشي العنف أيضا ولا يمكن الحديث عن الإصلاح السياسي ونشر مفاهيم الديمقراطية دون ان يكون للطلاب دورا مهما في هذا الشأن لان هذا سيكون الخطوة الأولى للطالب لتعلم لغة الحوار وقبول الآخر دون الضرورة إلى اللجوء للعنف لفرض وجهة نظره.

أما على صعيد العوامل الاقتصادية يتمثل ذلك واضحا من خلال ارتفاع مستوى المعيشة وارتفاع الرسوم الدراسية في الجامعات والتي قد تصل أحيانا إلى حرمان الطالب من الدراسة لعدم توفر الإمكانية ولجوء البعض الآخر للقروض وهذا من شانه أن يجعل الطالب عرضة للانسياق نحو العنف والإحساس بالنقمة تجاه الجميع بدءا من المؤسسة التعليمية وانتهاء بالطلاب. لذلك يجب النظر جديا في تخفيض الرسوم الدراسية والابتعاد عن خصخصة التعليم الجامعي لان ذلك معناه حرمان الكثير من الطلاب من فرصتهم الدراسية.

في النهاية وإذا أردنا أن نمنع العنف من أن يتحول إلى ظاهرة في الجامعات الأردنية والذي قد يتطور إلى استخدام الأسلحة النارية فلا بد من وضع سياسة واضحة للقضاء على العنف في مهده تشترك في ذلك وزارة التعليم العالي والجامعات والأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية ولا بد من استسقاء أراء الطلاب في أنجع السبل للقضاء على العنف ولا بد للمشرع من أن يضع القوانين الرادعة التي تعاقب من يقوم بأعمال العنف داخل الحرم الجامعي سواء بالسجن والطرد من الجامعة أو بالعقوبتين معا والابتعاد عن المحاباة وحل مشاكل الجامعات عن طريق الحل العشائري الذي قد يصلح لحل الإشكالات خارج الجامعة أما في داخل الحرم الجامعي يجب أن يأخذ القانون مجراه حتى لو حلت المشكلة عشائريا خارج الجامعة. ويجب على الطالب أن يدرك تماما أن قيامه بأعمال العنف في الجامعة ستكلفه دراسته أو حرمانه مؤقتا وحسب ما يقول المشرع في تصرفه.

حوار جميل بين الذكر والأنثى

حوار جميل بين الذكر والأنثى

لقد أعجبني هذا الحوار بصورة كبيرة لعمقه أولا وبراعة أسئلته ثانيا كما أن هذا الحوار بصورة أو بأخرى يؤكد على عدم إمكانية الفصل بين الذكر والأنثى أو أن الفضل يعود للذكر دون الأنثى أو بالعكس فكلاهما موجود لهدف يتجاوز الفرق بين الذكر والأنثى، واعتقد أن الفرق بين الاثنين هو ما جاء به ديننا، كما لو دققنا جيدا لوجدنا أن الدين الإسلامي قد كرم المرأة بصورة لم يفعلها فكر أو نظرية سواء دينية أو دنيوية، ففي الوقت كانت المرأة لا ترث بل كانت هي نفسها جزءا من الميراث وتورث وفي بعض الأحيان وكانت تقتل وتحرق عندما يموت زوجها جاء الدين الإسلامي ليضعها في قائمة الورثة، وتقبل شهادتها وساوى بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات الدينية وبصورة لا نجدها في أي من الديانات الموجودة. وكنت أتمنى أن أكون كاتب هذا الحوار ولكني لست كذلك فقد جاءني عبر بريدي الالكتروني وارتأيت لجماله أن انشره لأني لا أريد أن احتكر متعة قراءة هذا الحوار وحدي وأرجو أن تحققوا نفس المتعة كذلك, وأترككم الآن مع الحوار :
قال لها: ألا تلاحظين أن الكون ذكرا؟
فقالت له:بلى لاحظت بان الكينونة أنثى
قال لها: الم تدركي بان النور ذكرا؟
فقالت له: بل أدركت أن الشمس أنثى
قال لها:أو ليس الكرم ذكرا؟
فقالت له: نعم ولكن الكرامة أنثى
قال لها:ألا يعجبك أن الشعر ذكرا؟
فقالت له:وأعجبني أكثر أن المشاعر أنثى
قال لها:هل تعرفين أن العلم ذكرا؟
فقالت له: إنني اعلم أن المعرفة أنثى
قال لها:سمعت احدهم يقول أن الخيانة أنثى
فقالت له:ورأيت احدهم يكتب أن الغدر ذكرا
قال لها:ولكنهم يقولون أن الخديعة أنثى
فقالت له:بل هن يقلن أن الكذب ذكرا
قال لها:هناك من أكد لي أن الحماقة أنثى
فقالت له: وهنا من اثبت لي أن الغباء ذكرا
قال لها: وأنا أظن أن الجريمة أنثى
فقالت له:وأنا اجزم أن الإثم ذكرا
قال لها:أنا تعلمت أن البشاعة أنثى
فقالت له: وأنا أدركت أن القبح ذكرا
قال لها:يبدو انك محقة فالطبيعة أنثى
فقالت له:وأنت قد أصبت فالجمال ذكرا
قال لها:لا بل السعادة أنثى
فقالت له:ربما ولكن الحب ذكرا
قال لها:وأنا اعترف بان التضحية أنثى
فقالت له:وأنا اقر بان الصفح ذكرا
قال لها: ولكنني على ثقة بان المحبة أنثى
فقالت له: وأنا على يقين بان القلب ذكرا

إعداد :صادق ابو السعود
نابلس


ذكريات وجدانية من حرب ال67 في قرية رفيديا

ذكريات وجدانية من حرب ال67 في قرية رفيديا

لن اتعب عقل القارئ ولا أريد أن أتناول هذه المأساة بالتحليل السياسي لان الكثير غيري وممن هم اقدر مني على التحليل قد فعلوا ذلك، ومن المؤكد أن غيرهم سيفعل. إذ تعود هذه الذكرى من جديد لتعتصرنا وترسم الحزن في قلوبنا، وتذكرني بطفولة فقدتها في عيون الكبار آنذاك حين شاهدت الدموع وصرخات القلب المكبوتة تخرج من نفوس الرجال والنساء معا، والذي عرفته فيما بعد بقهر الرجال وشاهدنا الكثير من مآسي هذه الأمة وهي تطبق الخناق على قلوبنا وعقولنا.
ولكن من اشد اللقطات التي حفرت اخاديدا عميقة في الذاكرة، هي منظر لجارتنا " سهيلة " وهي تعلمنا كيفية أن نضع قطعة القماش المبلولة على أنوفنا للتنفس تلبية لنداءات الدفاع المدني آنذاك وظنا منها أن الطائرات الإسرائيلية قد تلقي بعض المواد الكيماوية، وبدأت تلقي علينا دروسا في الدفاع المدني ولم افهم الكثير مما قالته، وقد ابلغونا بضرورة أن نتواجد في الطابق الأرضي من البيت ولا أريد أن يظن من يقرأ بأننا كنا نعيش في بيت ذو طوابق متعددة ولكنه كان بيتا قديما يتألف من العلية ومن ثم بيت العقد وفي الطابق الأرضي منه بيت عقد قديم أيضا كان مرتعا لكافة القوارض وكان لا بد من إعادة ترتيبه ليستقبل عدة عائلات أثناء الحرب التي لم تدم طويلا.
وببراءة الأطفال كنا ندرك أن هناك ما هو اكبر من لعبة " السلوك "التي كنت أفاخر بها وأقودها في حوش البيت وقد يجهل أبناء الجيل الجديد هذه اللعبة ومن لا يعرفها ليسأل والده فقد يجيبه، لأني كنت ارقب بين الفترة والأخرى الملامح الجادة للكبار والتصاق آذانهم براديو الترانزستر ذو الحجم الصغير الذي يعمل على البطارية وهم يستمعون لصوت العرب ويقفزون فرحا أحيانا متخلين عن وقار الكبار فيهم وتنظر إليهم مرة أخرى كأن الطير قد حط رؤوسهم. وكنت انظر في وجه والدتي والحظ الدمع مترقرقا في عينيها تحاول أن تكبتها ولم استطع بطفولتي أن اقرأ سبب هذه الدموع هل هي بسبب وجود والدي رحمه الله في الخليج آنذاك، أم كان ذلك بسبب ذهاب أخي الكبير مع الدفاع المدني، استعدادا للطوارئ وحفر الخنادق، أم أن ذلك كان مرده القلق علينا جميعا وربما ببساطتها كانت قلقة على مصير الوطن الذي تأرجح بين الضعف العربي وبين صوت احمد سعيد وهو يقول إن طائرات العدو تتساقط كالذباب وبين الخوف من الهجرة الجديدة.
وكانت آذاننا تسمع بين الفينة والأخرى أصوات قصف متقطع وكنا نتكور معها في زوايا البيت، كنت اسمع الكبار وهم يتحدثون عن معركة تدور في وادي التفاح الذي يقع باتجاه الشمال الغربي من نابلس على الطريق المؤدية لمدينة طولكرم، وتحدثوا فيما بعد عن معارك بطولية قام بها البعض هناك وبالطبع شاهدنا فيما بعد آثار الدبابات المحترقة والقذائف التي كانت مملوءة بقطع من القماش لنسمع فيما بعد عن قصة السلاح الفاسد، وبدأت خيالاتنا الصغيرة ترسم قصصا هي اقرب للخيال منها للواقع عن أولئك الجنود الشجعان الذين خاضوا معركة وادي التفاح وتلك المرأة الشجاعة عفيفة أبو السعود والتي لا أرى ضررا في ذكر اسمها التي حملت الشهداء على كتفها وقامت بدفنهم في ارض في وادي التفاح. ومع اقتراب أصوات المدافع كنت أدرك أهمية أن نتقوقع في الزاوية وقريبا من والدتي كأني بذلك أود أن أحس بالأمان الذي قد يوفرها حضنها. وكان اشد ما كان يلفت انتباهي هي نفس الفتاة التي كانت تشرح للجميع تعليمات الدفاع المدني والتي كانت تكبرنا بكثير بل كانت اكبر من أخي الكبير الذي كان يبلغ من العمر17 عاما آنذاك ولم تكن متزوجة، لا زلت اذكر كيف التصق المذياع بأذنها، وصورتها وهي تقفز فرحا كأنها تريد معانقة السماء عندما تسمع الإذاعات العربية محتفية بالنصر الموهوم، كنت أراها تكاد تطير فرحا وهي تطلق صيحات هي اقرب للهيستيريا تعبيرا عن فرحها بمجريات المعركة ولكن أنشودة فرحها لم تدم طويلا حين سمعنا صوتا بمكبرات الصوت وهو يطالبنا برفع الأعلام البيضاء علامة منا على الاستسلام وعدم المقاومة فما كان من سهيلة إلا أن قامت برمي الراديو في الأرض، وأجهشت في بكاء مرير حمل معه كل معاني الهزيمة، ولا زلت اذكر صوت أبو عبد الله الذي كان عاجز البصر ولم يكن عاجز البصيرة وهو ينادي ابنته ماري بان تبحث عن شيء ابيض تعلقه وكذلك نحن. وأم الياس تصيح على أختها مرثا بان لا تذهب للحاكورة التي اعتادت أن تذهب إليها كل يوم دون أن تدرك فداحة المصيبة التي ألمت بالوطن، وكأن الوطن قد تجسد بتلك الحاكورة التي تعج بشجر التين والقراصيا. وفجأة جاء من يهدم هذا الوجوم القاتل وسمعنا الطائرات وهي تطلق زخات من الرصاص وسمعنا بعد ذلك أصوات النساء وهي تصيح، خرجت من البيت راكضا للحارة ومعي بعض الصغار من عمري ركضنا باتجاه الشارع الرئيسي للقرية وكان الصراخ قادما من بيت أقارب لي، لنعلم بعد ذلك أن الشاب عثمان أبو السعود قد استشهد برصاص تلك الغربان عندما ضربت بين أشجار الزيتون، حيث كان الشباب يعدون الخنادق هناك ظنا منهم ان المعركة ستطول. ولكن اشد ما أثار استغراب الناس في رفيديا في ذلك اليوم هو قدوم الجيش الإسرائيلي من الشرق وظنوه الجيش العراقي وقام البعض بإطلاق الرصاص تحية لقدومه.
ولم تنتهي المأساة عند هذا الحد اذ لم تمض فترة طويلة قبل ان نرى جموع المهجرين من قراهم ومدنهم وهم يضعون بعض ما استطاعوا حمله من متاعهم في منطقة البيادر بالقرب من عين المياه المسماة "عين عويضة"وهم الذين تركوا منازلهم في قلقيلية وحبلة والقرى المحيطة، وكانت تلك المناظر من الاستحالة بمكان نزعها من الذاكرة، ونحن نرى من هم في أعمارنا يبكون ويصرخون وتسمع أنات الكبار وزفراتهم، ورأى عقلي الصغير بعض المشاهد الرائعة لأخلاق شعبنا التي فقدنا جزءا منها الآن، رأيت الناس رغم ضيق حالها وهي تسرع ومعها بعض الطعام والملبس والمشرب توفره للجموع التي لم تنقطع وهي تضع سقط متاعها بين أشجار الزيتون والسرو، والبعض الآخر ممن توفرت عنده غرفة أخرى سعى لإحضار إحدى العائلات وانزلها في تلك الغرفة. ولأول مرة شاهدت النساء وهي تخبز على الصاج.
ومشهد آخر لا استطيع نسيانه هو عندما طلب احد أبناء عم والدي من والدتي أن تحضر بعض ملابسنا بانتظار أن نذهب لعمان هربا مما قد يفعله اليهود على غرار ما جرى بدير ياسين وغيرها، ولكن إصرار والدتي على عدم الذهاب آنذاك دون أن تستشير والدي قد أحبط مشروع اللجوء لكافة أفراد العائلة وبقي الجميع في قرية رفيديا ولم يغادروها.
في النهاية نقول تعود علينا الذكرى وتحمل إلينا ملامح قد تكون أسوأ مما شاهدناه في تلك الأيام، اذ تعود الذكرى لاحتلال باقي أجزاء فلسطين وهي تحمل معها مشاهد في غاية البشاعة وهي تظهر لنا قبح البعض منا وهو يحمل بندقيته يسددها على صدر أخيه تحت مبررات شتى وهي قطعا لا تقنع حتى الطفل فينا، رأينا الأطفال وهي تقتل تحت أي المبررات لا ادري. ورأينا الجامعات تقصف ورأينا البيوت تقتحم ورأينا الفلسطيني يعتقل الفلسطيني ويقتله برصاصة بالرأس ، والمشاهد كثيرة وهي عصية على العقل ان يستوعبها لان اليد التي تقتل وتعتقل وتختطف وتقيم الحواجز هي يد فلسطينية......وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ يا وطن.

صادق أبو السعود
رفيديا – نابلس

مقولات نادرة

مقولات نادرة

يقول السباعي رحمه الله
ما رأيت كالأب يهدم أولاده بنيانه وهو بهم فرح
وينغصون عليه عيشه وهو منهم مسرور

: يقول جون وليامز
ما فائدة الدنيا الواسعة ... إذا كان حذاؤك ضيقا ؟

يقول الإمام القرطبي :
أجمع العلماء على أن قوله تعالى
' وكلوا واشربوا ولا تسرفوا '
قد جمعت الطب كله

ستتعلم الكثير من دروس الحياة ، إذا لاحظت
أن رجال الإطفاء لا يكافحون النار بالنار

الضمير لا يمنع المرء من ارتكاب الخطأ
إنه فقط يمنعه من الاستمتاع به وهو يرتكبه

يقول الشافعي رحمه الله
ما جادلت أحدا ، إلا تمنيت أن يُظهر الله الحق
على لسانه دوني !!

إن الشق وسط حبة القمح ، يرمز إلى أن النصف لك
والنصف الآخر لأخيك ..

ذُكِر لسقراط أن رجلا من أهل النقص يحبه
فاغتم لذلك وقال :
ما أحبني إلا وقد وافقته في بعض أخلاقه

زئير الأسد لا يكفي لقتل الفريسة

قد يجد الجبان 36 حلا لمشكلته
ولكنه لا يعجبه منها
سوى حل واحد وهو الفرار

ليس شجاعا ذلك الكلب الذي ينبح على جثة الأسد

الأطفال الأشقياء فقط هم أطفال الغير
يتميز الأطفال بسبع خصال
أولها .. أنهم لا يغتمون للرزق
وثانيها . أنهم إذا مرضوا لم يضجروا من قضاء الله
وثالثها.. أن الحقد لا يجد سبيلا إلى قلوبهم
ورابعها .... أنهم يسارعون للصلح
وخامسها .... أنهم يأكلون مجتمعين
وسادسها .... أنهم يخافون لأدنى تخويف
وسابعها .... أن عيونهم تدمع

الذي لا رأي له ، رأسه كمقبض الباب
يستطيع أن يديره كل من يشاء

يقول أحد الصحابة
ما وجد أحد في نفسه كبرا ، إلا من مهانة يجدها في نفسه
و يقول صحابي اخر:إني لأبغض أهل بيت ينفقون رزق أيام في يوم واحد

يقول مجاهد رحمه الله
ما تردّى حجر من رأس جبل
ولا تفجّر نهر من حجر ، ولا تشقّق فخرج منه الماء
إلا من خشية الله .. نزل بذلك القرآن

ما عرفت أسخف من الذين يحفرون أسماءهم
في الصخور ليخلّدوا
كلنا كالقمر ... له جانب مظلم

رسم أحد الظرفاء حمارا على عباءة صاحبه
فلما رأى ذلك صاح بالحاضرين
من الذي مسح وجهه بعباءتي ؟

يقول الأصمعي وقد سأله الرشيد عن حقيقة العشق
إنه شيء يُذهل القلب عن مساوئ المحبوب
فيجد رائحة البصل من المحبوب أعظم من المسك والعنبر

من المخجل التعثر مرتين بالحجر نفسه

يمتلك المعلم أعظم مهنة
إذ تتخرّج على يديه جميع المهن الأخرى

لا يوجد في الحياة رجل فاشل ، ولكن يوجد رجل
بدأ من القاع وبقي فيه

يقول وليام آرثورد
إن أبواب الإنجازات تتسع لذلك الشخص الذي يرى في الأشياء التافهة
إمكانيات غير محدودة

يقول أحد العارفين
مصيبتان لم يُسمع بمثلهما تصيبان العبد عند موته
يؤخذ ماله كله ، ويُسأل عنه كله

يقول روسو
دموع الأطفال هي توسلات ، فإذا لم تُلبى طلباته
صارت أوامر
يقول لا يجرؤ بعض الناس أن يكونوا ملوكا حتى في أحلامهم

تريد المرأة أن تكون الأخيرة في حياة الرجل
ويريد الرجل أن يكون الأول في حياتها

يقول المثل الياباني
أن تكون على حق ، لا يستوجب أن يكون صوتك مرتفعا

يقول إبراهام لنكولن
أنا أمشي ببطء ، ولكن لم يحدث أبدا أنني مشيت
خطوة واحدة للوراء

شتم رجل عمر بن عبد العزيز فقال عمر
لولا يوم القيامة لأجبتك